جنازة رسمية لـ"شهيدة الحجاب" في مصر بعد تشييعها بألمانيا تاريخ الإضافة:6-7-2009
يُشيع جثمان الطبيبة المصرية التي تعرضت لطعنات قاتلة داخل إحدى المحاكم في ألمانيا أواخر الأسبوع الماضي، بسبب دفاعها عن ارتدائها الحجاب، في "جنازة رسمية" اليوم الاثنين، فيما شهدت العاصمة الألمانية برلين احتجاجات غاضبة شارك فيها المئات من أفراد الجاليات الإسلامية والعربية، بعد أداء صلاة الجنازة على الفقيدة، التي أصبحت تُعرف باسم "شهيدة الحجاب".وأعلن محافظ الإسكندرية، عادل لبيب، عن تخصيص مدفن خاص لـ"الشهيدة" الدكتورة مروة الشربيني، علي نفقة المحافظة بمنطقة "الناصرية"، غربي الإسكندرية، مشيرًا إلى أنه تقرر أن تكون "جنازة الشهيدة رسمية، يشارك فيها جميع القيادات الشعبية والتنفيذية وممثلي المجتمع المدني في كافة صوره".كما أكد السفير المصري في ألمانيا، رمزي عز الدين، أن السفارة ستقوم تضامنًا مع أسرة الشهيدة المصرية بإقامة دعوتين قضائيتين، الأولى "جنائية" ضد المتهم بالقتل، حيث وجه له المدعى العام الألماني بالفعل تهمة القتل العمد، مطالبًا بتوقيع أقصى عقوبة، وهى السجن مدى الحياة بدون إمكانية العفو، والدعوى الثانية "مدنية" للتعويض تضامنًا مع الزوج.وقبل نقل الجثمان أقيمت ،أمس الأحد - صلاة الجنازة على روح الشهيدة (32 عامًا) بمسجد "السلام" في العاصمة برلين، بمشاركة السفير المصري، وأعضاء السفارة، وأعداد غفيرة من أبناء الجاليات العربية. ورافق الجثمان "طارق الشربيني"، شقيق الضحية التي كانت حاملاً في شهرها الثالث، وابنها "مصطفى" ذو الأعوام الأربعة، والذي شاهد الحادث.وأعقبت صلاة الجنازة مظاهرات حاشدة شارك فيها مئات من أبناء الجاليات الإسلامية والعربية، أمام مجلس بلدية مدينة "نويا كولن"، منددين بـ"التطرف والعنف، الذي يمارس ضد المسلمين"، وفقًا لما نقل موقع "أخبار مصر"، التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري.ووصف مركز سواسية المصري لحقوق الإنسان مقتل الدكتورة "مروة" بسبب ارتدائها الحجاب بأنه "سبة في جبين الحضارة الغربية التي تدعي الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان"، وطالب المركز الحكومة الألمانية بضرورة تطبيق القانون على الجاني "دون محاباة، خاصة أنه ارتكب جريمة تخالف جميع الشرائع والأعراف والمواثيق الدولية". وقال "طارق"، شقيق "مروة": إن "علوي علي عكاز"، زوج شقيقته الذي يرقد منذ الحادث في مستشفى جامعة دريسدين، أفاق من الغيبوبة، التي ألمت به جراء إصابته برصاص الشرطة، فضلا عن الطعنات، ولكنه أصيب بحالة "هيستريا" (هياج) بعدما علم بمقتل زوجته. وكشف الشقيق في اتصال هاتفي أمس مع برنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور" المصرية الخاصة، أن زوج شقيقته أخبره بأن القضاة الثلاثة الذين كانوا على المنصة لم يحركوا ساكنا عندما كان المتطرف الألماني يطعن زوجته. وأضاف: "حينما تدخل زوجها طعنه القاتل أيضا، وبعد مرور ما يزيد على خمس دقائق دخلت الشرطة إلى قاعة المحكمة، فما كان منها إلا أن أطلقت الرصاص على الزوج، بدلا من أن تطلقه على الجاني". وشدد طارق على أن زوج شقيقته أكد له بما لا يدع مجالا للشك أن الشرطة كانت تقصد إطلاق النار عليه، وأن إصابته بالرصاص لم تكن أبدا عن طريق الخطأ كما زعمت الشرطة. وكانت الدكتورة "مروة" قد سافرت قبل ست سنوات مع زوجها، المعيد في معهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية في دلتا مصر، إلى ألمانيا من أجل الدراسة، بعد أن حصل على منحة من معهد "ماكس بلانك"، وكان الزوج يستعد لمناقشة رسالته لنيل درجة الدكتوراه في أوائل أغسطس المقبل. وتعود بداية المأساة إلى نحو عام، عندما نشبت مشاجرة بين الدكتورة "مروة" ومواطن ألماني من أصل روسي، يدعى "أليكس" داخل إحدى الحدائق، فما كان من هذا المواطن إلا أن نزع حجابها، وسب دينها، ووصفها بالإرهابية، فرفعت مروة دعوى قضائية، وحكم القضاء لها بتغريم المتهم 750 يورو، إلا أنه استأنف الحكم. وأثناء نظر القضية الأربعاء الماضي انهال عليها بنحو 17 طعنة في أنحاء متفرقة من جسدها، وحينما تدخل زوجها للدفاع عنها طعنه أيضا، وبعد دخول الشرطة إلى القاعة أطلقت الرصاص على الزوج بدلا من إطلاقه على المجرم الألماني.