مشاريع توسعة عملاقة تحظى بها مكة المكرمة والأماكن المقدسة

تكلفتها 8 مليارات دولار

جدة: ابراهيم الفقيه
تعمل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله على استكمال المشاريع القائمة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لكي تنهي مشاكل التزاحم في المشاعر المقدسة لا سيما حول الجمرات، ودعمت مشاريع الاماكن المقدسة بمليارات الدولارات، وما زالت المشاريع قائمة على قدم وساق ليحظى الحجاج بأفضل الخدمات ويتم تنقلهم بين المشاعر المقدسة بكل يسر وطمأنينة.
وتسعى الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة، التي يرأسها الامير عبد المجيد بن عبد العزيز امير المنطقة على انهاء مشاريع عملاقة في بناء وتوسعة قبلة المسلمين، منها استكمال امتداد الانفاق والتقاطعات والجسور في المشاعر المقدسة، اضافة الى المشاريع القائم العمل فيها في منطقة مكة المكرمة التي تزيد تكلفتها على 30 مليار ريال سعودي (8 مليارات دولار) تشمل تكلفة مجموعة مشاريع منها مشروع جبل عمر ومشروع تطوير الطريق الموازي، وتطوير جبل خندمة، وتطوير منطقة شعب عامر، وتطوير جبل الكعبة، كذلك استحداث منطقة سكنية نموذجية وفق معايير التخطيط الحديث، وتطوير مستشفى اجياد.
وتبين تقارير الهيئة ان الهدف من مشروع جبل عمر الذي تبلغ مساحته 230 الف متر مربع، هو تأمين السكن المناسب لعدد 34.5 الف شخص. وسيتم استحداث منطقة سكنية وتجارية نموذجية وفق معايير التخطيط الحديث مع مراعاة ترابط النسيج العمراني وطبوغرافية الموقع وتوفير شوارع جديدة وممرات وساحات عامة وأنفاق للمشاة ضمن المشروع تؤمن سهولة الحركة للحجاج والمعتمرين من والى الحرم. كذلك سيتم توفير 12 موقفا للسيارات وتطوير البنية التحتية داخل نفق للخدمات الخاص بمياه الصرف الصحي والكهرباء والهاتف، وتطوير بنية للنقل العام وخصخصة موقع لمحطة نقل رئيسة متعددة الوسائط وانشاء مصليات مغطاة تتسع لحوالي 80 الف مصل مع دورات المياه، بالاضافة للمصليات المكشوفة ومواقع للخدمات العامة الشرطة والدفاع المدني والمستوصفات ودورات المياه. وتم البدء في المرحلة الاولى من المشروع التي تشمل أعمال الهدم والازالة. ومن بين المشاريع تطوير الطريق الموازي الذي يتكون من الطريق الرئيسي بطول خمسة كيلومترات وبعرض 60 مترا والشرائح الاستثمارية بعرض 30 مترا على جانبي الطريق والشوارع الخلفية بعرض 15 مترا على جانبي الشريحتين الاستثماريتين شمالا وجنوبا، واعمار الشرائح الاستثمارية على جانبي الطريق سيتضمن الكثير من المرافق العامة ونفق خدمات بطول الطريق يؤجر على أجهزة البنية التحتية المختلفة واعمار الشرائح الاستثمارية يوفر حوالى 3 ملايين متر مسطح من المباني السكنية والمشروع مهيأ لمنظومة نقل عام مستقبلية. ويخدم هذا المشروع عدة مناطق بمكة المكرمة، من ضمنها منطقة جبل عمر، وسيؤدي الى خلخلة أجزاء من أربع مناطق عشوائية قديمة هي الطندباوي والهنداوية وجبل غراب وحي الزهارين، ويدفع بتطويرها ذاتيا، بالاضافة للفوائد الاجتماعية والأمنية المترتبة من خلال أعمال التنمية العمرانية بالمنطقة. ومن المشاريع التطويرية أيضا، مشروع تطوير جبل خندمة.
وتشير معلومات الهيئة الى ان الهدف من مشروع جبل خندمة، الذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من الحرم، هو الاستفادة من المنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف لاستيعاب اكبر عدد من الحجاج والمعتمرين في بيئة عمرانية ملائمة والارتقاء بالبيئة العمرانية الحالية. ويمتاز موقع مشروع تطوير جبل خندمة بقربه من الحرم الشريف، إذ تقع أرضه بين الدائرين الأول والثاني، ويتمتع بإطلالة على الناحية الشرقية للحرم الشريف والمسعى وتبلغ مساحة المشروع الأساسية 125 ألف متر مربع، ويطل السفحان الشمالي والغربي من الجبل على الدائري الثاني ومدينة مكة المكرمة، فيما يطل الجانب الجنوبي منه على أنفاق طريق الملك عبدالعزيز وشارع أجياد السد والدائري الأول. وتزيد الطاقة الاستيعابية القصوى للمشروع بعد بنائه على 50 الف حاج ومعتمر.
وقسمت مراحل التطوير إلى الآتي: تقسيم موقع المشروع إلى قطع أراض مرخصة وصالحة للبناء وتستوعب حوالي 50 ألف حاج ومعتمر، وتنفيذ طرقات المشروع وربطها بالدائرين الأول والثاني، ووضع مخطط عمراني نموذجي يتواصل مع منطقة الحرم، وضع تصميم عمراني يراعي إطلالة معظم المباني على الحرم، وتيسير انتقال المشاة في المشروع ميكانيكياً من وإلى الحرم، وتمديد الكهرباء والماء والاتصالات والصرف الصحي والسيول. وإنشاء مناطق خضراء ومصليات ومواقف عامة للسيارات والحافلات. ويرتكز إيصال المشاة بيسر إلى الحرم، إحياء تراث مكة المعماري، انشاء البنية التحتية وتعزيز الخدمات العامة.
وتم تصميم شبكة من الطرق الداخلية والأنفاق تغطي مختلف أرجاء المشروع وتربطه مباشرة بالدائري الثاني شمالاً والدائري الأول جنوباً ما يسهل وصول وتنقل الحجاج والمعتمرين أيام الذروة من دون الاضطرار للمرور عبر المنطقة المركزية المكتظة. وما يميز طرق المشروع هو تصميمها بميول لا تتعدى 10 في المائة وبتزويد هذه الطرق بأرصفة عريضة ومزينة بالاشجار. ويشكل وسط المشروع العمود الفقري الذي يربط المشاة من مختلف أجزاء المشروع بالحرم الشريف، إذ يتضمن هذا الشارع وتتفرع منه المسارات والسلالم المتحركة والأدراج والمصاعد التي تنقل المشاة من وإلى الساحة الغربية للمسعى. كما يتفرع منه مسارات وسلالم متحركة أخرى تؤدي إلى ساحات موقف الحافلات، بحيث ان أطول مسافة يقطعها الحاج والمعتمر مشياً من أطراف المشروع إلى المسجد الحرام لا يتعدى 150 متراً. كما راعى المشروع المطور نظم الأمن والسلامة، وترشيد استخدام المياه والمحافظة على البيئة، فخصص أراضي للمتنزهات والحدائق العامة وأوصل لكل قطعة أرض الكهرباء والاتصالات والمياه والصرف الصحي والسيول، وإنشاء مواقف عامة للحافلات والسيارات.
وكذلك مشروع تطوير منطقة شعب عامر، وهناك ايضا مشروع تطوير المنطقة الواقعة شمال الحرم التي تعرف بالشامية، ويقع أغلبها على قمم جبل قعيقعان، حيث يشمل جبل هندي وجبل المدافع بين الطريق الدائري الاول، وأنفاق جبل هندي شمالا، والمسجد الحرام وطريق باب العمرة جنوبا، وطريق جبل الكعبة غربا وشارع المسجد الحرام شرقا، وتبلغ المساحة الكلية للمشروع 43 هكتارا منها 36 هكتارا مخصصة للبناء. أما مشروع تطوير جبل الكعبة فيقع في الجهة الشمالية الشرقية من الحرم المكي الشريف، عند تقاطع شارع أم القرى مع جبل الكعبة، وتبلغ مساحة المشروع 46 الف متر مربع تقريبا، وتبعد عن الحرم مسافة 400 متر من الناحية الشمالية الغربية للمسجد الحرام، ويحيط بها شارع جبل الكعبة من الناحية الشرقية، وطريق أم القرى من الناحية الجنوبية، وشارع السادة من الناحية الشمالية، يخترق الطريق الدائري الاول المشروع.